صفحات من تاريخ المغرب: من موريطانيا القديمة إلى الدولة الحديثة

تاريخ المغرب

يعد تاريخ المغرب من أغنى وأقدم التواريخ في العالم، حيث يمتد عبر آلاف السنين ويشمل تأثيرات حضارات متنوعة تركت بصماتها على مختلف جوانب الحياة المغربية. من الفينيقيين إلى الرومان، ومن الفتح الإسلامي إلى العصر الحديث، مرّ المغرب بمراحل هامة ساهمت في تشكيل هويته الثقافية والحضارية. في هذا المقال، نغوص في تاريخ المغرب منذ العصور القديمة وصولاً إلى العصر الحديث، ونتعرف على التحولات السياسية والثقافية التي جعلت من المغرب دولة فريدة في شمال أفريقيا.

يتوزع هذا المقال على محورين أساسيين، يُعنى أولهما بدراسة تاريخ المغرب خلال الحقبة الرومانية، من خلال تسليط الضوء على أبرز الوقائع والأحداث، إلى جانب تحليل طبيعة العلاقات التجارية والسياسية التي ميزت تلك المرحلة. أما المحور الثاني، فيُكرّس لتتبع المسار التاريخي للمغرب منذ الفتح الإسلامي وصولاً إلى العصر الحديث، مع التركيز على التحولات البنيوية العميقة التي عرفتها البلاد عبر مختلف العصور.

المحور الأول:

 تاريخ المغرب في عهد الرومان

صفحات من تاريخ المغرب: من موريطانيا القديمة إلى الدولة الحديثة

كيف دخلوا إلى الرومان المغرب؟

كانت العلاقة بين المغرب القديم، أو مملكة موريطانيا، والإمبراطورية الرومانية علاقة تجارية وسياسية بدأت تتطور في القرن الثاني قبل الميلاد. خلال هذا القرن، أصبحت العلاقة بين الجانبين واضحة، خاصة بعد تحالف (الملك باخوس الأول) مع الرومان ضد "يوغرطة"، (ملك نوميديا)، في حرب يوغرطة التي دارت بين عامي 112 و105 قبل الميلاد.

التجارة بين موريطانيا وروما

كانت التجارة بين الطرفين نشطة؛ إذ كانت موريطانيا تصدر إلى روما مواد مثل الأرجوان والخشب والحبوب. وفي سنة 80 ق.م توفي (الملك باخوس الأول)، فاستلم الحكم "أكاليس" - أحد المطالبين بالعرش - على موريطانيا الغربية لفترة قصيرة. غير أن "سوسوس" او (ماستنيسوس)، ابن (باخوس الأول)، استعاد العرش وحكم مملكة موريطانيا الممتدة من المحيط الأطلسي إلى وادي الكبير في الجزائر.

تقسيم مملكة موريطانيا

بعد وفاة "سوسوس"، تولى ولداه (بوخوس الثاني) و"بوغود" الحكم، فقسما المملكة إلى قسمين: (مملكة موريطانيا الشرقية) تحت حكم (بوخوس الثاني)، و(مملكة موريطانيا الغربية) تحت حكم "بوغود". استمر هذا الوضع حتى عام 38 ق.م، عندما طُرد "بوغود" من قبل سكان مدينة طنجة بسبب انضمامه إلى حزب "أنطونيوس" في حرب ضد "أوكتافيوس"، الذي كان حليفه هوا (بوخوس الثاني).

توحيد موريطانيا من قبل الرومان

بعد وفاة "بوغود"، أعاد "بوخوس الثاني" توحيد موريطانيا بدعم من الرومان. ثم توفي في 33 ق.م دون أن يترك وريثًا للعرش، فاستغل "أوكتافيوس" الفرصة وسيطر على شمال إفريقيا، ومنح الحكم إلى "يوبا الثاني"، ابن (الملك النوميدي) "يوبا الأول"، الذي كان اخوين "باخوس" و"بوغود" خصمين لابيه.

المستوطنات الرومانية في موريطانيا

أسس الرومان ثلاث مستوطنات في موريطانيا الغربية: (يوليا زِيليل، يوليا بناسا، وبابا يوليا). وفي سنة 25 ق.م، جعل يوبا الثاني مدينة "قيصرية" (شرشال في الجزائر الحالية) عاصمته.

الخلاف حول عاصمة يوبا الثاني

لكن المؤرخ والباحث في تاريخ العصور الكلاسيكية "جيروم كاركوبينو" قال إنه اتخذ (مدينة وليلي) عاصمته.

كيف بدأت نهاية الحماية الرومانية على موريطانيا؟

في البداية حافظ بطليموس على السياسة السلمية، ثم بدأ يُظهر ميولًا استقلالية، مما أثار حفيظة الإمبراطور "كاليغولا". وفي عام 40 م، استُدعي "بطليموس" إلى المسرح المدرج في مدينة "لوجو دونوم" التي هي مدينة (ليون) الحالية وقُتل بأمر من كاليغولا.

روايات مقتل بطليموس

وحسب إحدى الروايات أنه استدعاه إلى روما وأمر باغتياله، وهناك رواية أخرى تقول، إن ملك "بطليموس" واجه الأطماع الرومانية بحروب دامت لمدة سبع سنوات، لكن روما لم تتوقف عن الظلم ونهب ثروات البلاد، مما دفع "بطليموس" لعقد معاهدة سلم مع حكام روما، لكن "كاليغولا" أمره إما أن يخضع لحكم روما بضم موريطانيا أو ينهي حياته بشرب السم، إلا أن "بطليموس" فضل الانتحار بالسم حفاظًا على كرامة شعبه ووطنه.

ثورة أيديمون في موريطانيا

أدى مقتل بطليموس إلى اندلاع ثورة أيديمون في موريطانيا بزعامة الجنرال "ادمون" أحد القادة المقربين منه، فحشد الرومان جيشًا بقيادة "سويتونيوس" و "هازيديوس" وتمكن القائد الأول من الوصول إلى ما وراء جبال الأطلس نواحي (تافيلالت)، ونجح الثاني في تصفية آخر ثائر أمازيغي اسمه "سبال". استمرت هذه الثورة أربع سنوات، وانتهت في 44 م.

 ضم موريطانيا إلى الإمبراطورية الرومانية

قرر الإمبراطور "كلوديوس" ضم مملكة موريطانيا رسميًا إلى الإمبراطورية الرومانية سنة 42 م، فقسمها إلى ولايتين:

1. موريطانيا الطنجية: عاصمتها "طنجيس"، وتضم المناطق الشمالية للمغرب غير جبال الريف.

2. موريطانيا القيصرية: عاصمتها "يول القيصرية"، وتضم شرق المغرب وجزءًا كبيرًا من الجزائر الحالية.

تعيين أول والي على موريطانيا

وعُيّن "ماركوس فيديوس" كأول والٍ عليهما. جاء تقسيم موريطانيا إلى جزئين نتيجة التحديات التي واجهتها الإمبراطورية الرومانية في إدارة منطقة شاسعة المساحة، فكان التقسيم وسيلة لتعزيز السيطرة وتبسيط إدارة شؤون المنطقة.

استقرار وتهديدات داخلية في العهد الروماني

في عهد الإمبراطور "تراجان" (97 – 117م)، عرفت منطقة موريطانيا نوعًا من الاستقرار الإداري والتنظيم العمراني، حيث أولت الإدارة الرومانية اهتمامًا بتطوير البنية التحتية، فعملت على إنشاء شبكات من الطرق والجسور لتيسير حركة التنقل والتجارة داخل الإقليم. ثم جاء الإمبراطور "هادريان" (117 - 138م)، وانتهى حكم هذه السلالة الحاكمة بوفاة "كومودوس" عام 192 م، وفي عهده كانت بداية المشاكل السياسية الرومانية مع موريطانيا والذي كان يتعامل مع أراضي وخيرات شمال إفريقيا كممتلكات خاصة للرومان.

 الغزو الروماني واغتيال الإمبراطور

تمكن من إنشاء أسطول خاص لتموين روما من إنتاج شمال إفريقيا الزراعي، وهذا ما تسبب في اغتياله، وانتقل الحكم لعائلة "سيفير". وخلال عهدهم، دخل "الجمل" إلى شمال إفريقيا بواسطة البدو القادمين من الشام التي كانت تابعة للحكم الروماني، لكن المؤرخين اختلفوا حول تاريخ هذا الحدث. وانتهى حكمهم سنة 235 م بسبب الاضطرابات داخل روما.

مرحلة الاضطرابات السياسية والانقسامات الدينية

في عهد الإمبراطور "ديوكلتيانوس" عام (285 م)، أصبحت موريطانيا الطنجية تابعة للأسقفية الإسبانية، ثم خلال حكم "قسطنطين الكبير" عام (306 - 337 م) ضُمت (موريطانيا الطنجية) إلى مقاطعة "الجال" إداريًا، وتم إنشاء لجنة مالية مكونة من خمسة أفراد. منح (قسطنطين الكبير) حرية المعتقد، مما أدى إلى انقسامات دينية، مثل محاولة أسقف نوميديا الاستقلال عن الكنيسة الرومانية.

 ثورات في شمال إفريقيا

عند اقتراب وفاة "قسطنطين الكبير"، اندلعت ثورات خطيرة في شمال إفريقيا نتيجة الظلم والتمييز الذي تعرض له الأمازيغ من الإدارة الرومانية، من فرض الضرائب، وتدخل روما في شؤون القبائل. استمرت فترة الاضطرابات من الفترة ما بين عامي 338 و371 ميلاديًا.

ثورة فيرموس

في سنة 372 م، اندلعت ثورة "فيرموس" في موريطانيا القيصرية، حيث تحالف مع القبائل الأمازيغية ضد الحكم الروماني، وحقق انتصارات عديدة منها سيطرة على أجزاء كبيرة من موريطانيا القيصرية، لكن القائد الروماني "ثيودوسيوس" تمكن من قمع الثورة عام 375 م.

نهاية الحكم الروماني في موريطانيا

رغم القمع، ظل الوضع متوترًا بين السلطة الرومانية والأمازيغ بسبب الضرائب والاستغلال الاقتصادي، ومع انقسام الإمبراطورية الرومانية سنة 395 م، أُلحقت موريطانيا بالإمبراطورية الرومانية الغربية التي كانت آنذاك ترزح تحت وطأة ضعف متزايد، مما أثر على قدرتها في الحفاظ على نفوذها واستقرارها. 

غزو الوندال

وفي عام 429 م، سلّم الحاكم الروماني السلطة "للوندال" بسبب خلافه مع الحكومة المركزية. أدى غزو الوندال إلى انهيار السيطرة الرومانية تدريجيًا، ومعاهدة سنة 442 م اعترفت بسيطرة "الوندال" على موريطانيا وأجزاء من شمال إفريقيا.

إرث الرومان في المغرب

وهكذا انتهى الحكم الروماني في المغرب، إلا أن الرومان تركوا بصمتهم في الفنون والهندسة، من معابد وأقواس نصر، وساهموا في تطوير المدن كالوليلي وطنجة، وأنشأوا أنظمة زراعية متقدمة وطرقًا دعمت التجارة والاقتصاد. لكنهم أيضًا تسببوا في مشاكل طويلة الأمد مثل غياب الاستقلال السياسي، مما جعل المنطقة عرضة للغزوات، كغزو الوندال في القرن الخامس.

المحور الثاني:

 تاريخ المغرب في العهد الإسلامي والعصر الحديث

تاريخ المغرب في العهد الإسلامي والعصر الحديث

تاريخ المغرب في العهد الإسلامي

في القرن السابع الميلادي، كان المغرب يعبد العديد من الآلهة والديانات المختلفة. ومع انتشار الإسلام في شمال أفريقيا على يد القائد عقبة بن نافع عام 682م، بدأ الفتح العربي الإسلامي للمغرب ليكتمل تمامًا عام 705م، وسط مقاومة من بعض القوى المحلية. ومع مرور الوقت، اعتنق العديد من الأمازيغ الإسلام، خاصةً أنهم وجدوا فيه دينًا يتسم بالمساواة والعدل.

في أواخر القرن السابع الميلادي، تفككت السلطة المركزية في المغرب، ما أدى إلى انقسام البلاد إلى ممالك صغيرة، وفي تلك الفترة، اغتيل القائد عقبة بن نافع، لكن خلفائه من الأمويين استطاعوا بناء قاعدة إسلامية قوية في المنطقة.

الأسرة الإدريسية

في عام 788م، أسس إدريس الأول الدولة المغربية الأولى بعد هروبه من شبه الجزيرة العربية، حيث استقر في مدينة وليلي المغربية. في عام 803م، أسس إدريس الثاني مدينة فاس التي أصبحت عاصمة المغرب، وأصبحت مركزًا ثقافيًا وتجاريًا هامًا في فترة حكمه. ورغم أن الأسرة الإدريسية توسعت في نفوذها، إلا أن انقسامات داخلية أنهت وجودهم في عام 1055م.

تاريخ المغرب في عهد السلالات الأمازيغية

المرابطون:

أسس يوسف بن تاشفين، أمير المرابطين، مدينة مراكش عام 1070م، وقام بتوحيد المغرب مع مناطق مسلمي إسبانيا بعد غزوه للأندلس. واصل المرابطون حكمهم حتى أوائل القرن الثاني عشر.

الموحدون: 

تُعدّ الدولة الموحدية واحدة من أبرز الكيانات الأمازيغية التي برزت في التاريخ، وقد أسسها المهدي بن تومرت خلال القرن الثاني عشر الميلادي، لتشكل تحولًا هامًا في المشهد السياسي والديني لشمال إفريقيا. بعد إسقاطهم لحكم المرابطين، تولى تلميذه عبد المؤمن قيادة الدولة، وقام بتعيين مراكش عاصمةً للمغرب، كما أسس جيشًا قويًا ساهم في بزوغ إمبراطورية الموحدين. 

على الرغم من وفاته عام 1163م قبل أن يتمكن من ضم الأندلس إلى نفوذه، إلا أن خليفته يعقوب المنصور حقق انتصارًا عسكريًا كبيرًا ضد البرتغاليين والإسبان في معركة الأرك عام 1195م، مما مهد الطريق لضم الأندلس إلى إمبراطوريته. في عهد الموحدين، شهدت الثقافة المغربية ازدهارًا ملحوظًا، إلا أنهم في نهاية المطاف فقدوا جميع الأراضي الإسلامية في إسبانيا باستثناء غرناطة.

المرينيون:  

تُعد سلالة المرينيين إحدى السلالات الأمازيغية البارزة التي اتخذت مدينة فاس عاصمة لها. بدأ المرينيون في عام 1248م الإطاحة بحكم الموحدين، وقاموا بتأسيس العديد من المدارس العلمية والدينية مثل مدرسة العطارين، المدرسة البوعنانية، والمدرسة المرينية في سلا. مع مرور الوقت، تمكنوا من السيطرة على العديد من المدن الكبرى، مثل الرباط وسلا والسهول الغربية، ليتمكنوا لاحقًا من الاستيلاء على مدينة مراكش في عام 1269م بقيادة أبي يوسف يعقوب.

في عام 1331م، قام القائد المريني أبو الحسن بإعادة تشكيل الإمبراطورية المرينية، لكنّه فشل في الحفاظ على الجزيرة الخضراء في إسبانيا، التي فقدها في عام 1340م. على الرغم من ذلك، تمكن من الاستيلاء على مدينة تلمسان عام 1347م. في عام 1349م، انتشر الطاعون في المنطقة، مما أدى إلى اندلاع العديد من الثورات ضد حكم المرينيين، مما أسهم في انهيار إمبراطوريتهم. بعدها، ارتقى فرع آخر من سلالة المرينيين، يُعرف بالوطاسيين، إلى السلطة في المغرب بعد أن كانت لهم بداية قوية في عام 1240م، وتمكنوا من إحكام قبضتهم على البلاد بالكامل في عام 1469م.

تاريخ المغرب في عهد السعديين

تعود أصول السلالة السعدية إلى منطقة وادي درعة في المغرب، حيث تمكنت من السيطرة على مدينة مراكش في عام 1525م، لتكون عاصمتها. بعد ذلك، بسط السعديون نفوذهم على مدينة فاس في عام 1548م. شهد عصر أحمد المنصور، الذي يُلقب بالذهبي، والذي بدأ في عام 1578م، العديد من الانتصارات العسكرية البارزة. ومن أبرز هذه الانتصارات معركة الملوك الثلاثة في وادي المخازن، التي مهدت له الطريق لفتح مدينة تمبوكتو. كما حقق السعديون العديد من الإنجازات الكبرى في عهده، مثل بناء قصر البديع وتطوير صناعة الأسلحة وصناعة السكر. وصلت مملكة السعديين إلى ذروتها في عهده، ولكن بعد وفاته في عام 1603م، بدأت المملكة في التراجع تدريجيًا.

تاريخ المغرب في عهد العلويين

تعود أصول السلالة العلوية إلى منطقة تافيلالت في المغرب، ويعود نسبهم إلى الإمام علي بن أبي طالب. بدأت السلالة العلوية بقيادة الزعيم مولاي علي الشريف، الذي عمل على تعزيز وجوده في المغرب تدريجيًا. في عام 1640م، تم تعيين محمد بن علي الشريف أول ملك من العائلة العلوية، حيث تمكن من جمع شمل الشعب المغربي تحت رايته، وأعاد تنظيم الخطط العسكرية والسياسية للمغرب. وبفضل هذه الإصلاحات، تمكن العلويون من فرض سيطرتهم على المملكة بالكامل بحلول عام 1666م.

في عام 1672م، تولى الملك مولاي إسماعيل مقاليد الحكم، ليواصل ما بدأه من سبقه من حكام العلويين. قام بتأسيس عاصمة جديدة للمغرب في مدينة مكناس، ووسع نفوذه ليشمل كل من مدينة العرائش وطنجة. كما عمل على القضاء على السلطات المحلية القديمة، وأسّس الإمبراطورية المغربية الحديثة، فشيد الحصون العسكرية في كافة مناطق نفوذه التي امتدت إلى السنغال. كما اهتم بتوطيد العلاقات الدبلوماسية مع القوى الأجنبية، واستمر حكمه حتى وفاته في عام 1727م.

تاريخ المغرب الحديث

في عام 1830م، بدأت فرنسا تطمح للهيمنة على المغرب، حيث وقع البلد تحت تأثيرها المباشر حتى تم الإعلان عن معاهدة فاس في عام 1912م، التي جعلت المغرب محمية فرنسية. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، اندلعت ثورات شعبية في المغرب ضد الاستعمار الفرنسي، حيث طالب الشعب المغربي بالاستقلال التام عن فرنسا. استمرت هذه المطالب حتى تحقق الاستقلال في عام 1956م، حين تولى السلطان محمد الخامس عرش المغرب.

عقب وفاة الملك محمد الخامس، اعتلى العرش نجله الملك الحسن الثاني، وذلك بين عامي 1961 و1999م، وهي فترة تميزت بتحولات جوهرية على الصعيدين السياسي والاقتصادي في المملكة المغربية، أسهمت في رسم معالم المرحلة المعاصرة من تاريخ البلاد. وفي عام 1999م، خلفه السلطان محمد السادس بن الحسن، الذي يواصل قيادة البلاد حتى اليوم. تجدر الإشارة إلى أن الأسرة العلوية حكمت المغرب منذ عام 1649م، ولا تزال هي السلالة الحاكمة في المملكة المغربية حتى الوقت الحالي.

سكان المغرب

الأمازيغ هم السكان الأصليون للمغرب، حيث استقروا في جبال شمال أفريقيا لآلاف السنين. في عام 400 ق.م، أسس الأمازيغ مملكة موريتانيا التي تعني "الشعب الحر" باللغة الأمازيغية. واصل الأمازيغ تأثيرهم في المغرب عبر العصور، ولا يزال البعض منهم يتحدثون بلغتهم القديمة.

نبذة عن المغرب

المغرب هو الدولة الوحيدة في شمال أفريقيا التي لم تقع تحت الحكم العثماني. يتميز المغرب بمساجده ذات المآذن المزخرفة والشاهقة، بالإضافة إلى القلاع التاريخية المبنية من سعف النخيل والطين. المغرب لا يزال يحتفظ بثقافة غنية وخلّاقة تعكس تأثيرات حضارات متنوعة مرّت عليها عبر العصور. تشتهر مدنه بتراثها العريق ومعمارها الفريد، الذي يعكس مزيجًا من الثقافات العربية، الأمازيغية، والأندلسية. الثقافة المغربية تجمع بين الأصالة والحداثة، وتبرز في مجالات مختلفة مثل الفن، الموسيقى، المطبخ، والحرف اليدوية التي تُعد جزءًا أساسيًا من هوية المغرب

المغرب اليوم يشتهر بتنوعه الثقافي والجغرافي، من جباله الشاهقة إلى صحرائه الواسعة، مرورًا بشواطئه الساحرة. يتميز بتاريخه الغني الذي يروي قصة حضارات متعاقبة تركت آثارًا عظيمة على المنطقة، ليظل المغرب وجهة سياحية وثقافية مميزة في شمال أفريقيا والعالم العربي.

المصادر والمراجع:

كتاب -المغرب عبر التاريخ(ابرهيم حركات)

كرونولوجيا تاريخ المغرب للكاتب والمؤلف (محمد قبلي) 

تاريخ شمال إفريقيا القديم والمؤلف (اصطيفان اكسيل)

تعليقات